الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة كتاب يرصد مسيرة الرسام نجا المهداوي، الفنان الذي يمد الوصال مع شرايين الضوء

نشر في  30 أفريل 2015  (18:55)

"بين القلم والبياض، ينتقل نجا المهداوي راسما ما يتكوم مثل سر أو ينغلق مثل لغز أو يتطاير مثل فقاقيع فرح أو يمتد مثل انتشاء أو ينتشر عطره مثل فلّة تونسية". هكذا تحدث الكاتب اللبناني شربل داغر عن الرسام نجا المهداوي في كتاب سيطرح قريبا في تونس (حفل التوقيع مبرمج ليوم 28 ماي 2015 بالمكتبة الوطنية).

يتطرق كتاب "MAHDAOUI" الذي نُشر في ايطاليا إلى مسيرة الرسام التونسي نجا المهداوي والى أعماله التي قال عنها شربل إنها مفتوحة على صياغات تأويلية وتاريخية وجمالية، تلك التي يمد فيها الخط وصاله مع شرايين الضوء، تلك التي تقيم علاقات جوار وودّ، وتنير عيوننا ببهجة اللقاء...

 طيلة 400 صفحة،  يرصد كتاب "المهداوي" في نسخة فاخرة شذرات من أعماله الأولى، تلك حبّرها في الستينات معبرا من خلالها عن نظرته إلى الإنسان والكون. تتمازج فيها الألوان لتقول القوة وإمكانيات الإبحار في عوالم الفن والجمال. ثم يأتي الخط العربي في السبعينات، فيرسم نجا المهداوي شيئا منا، شيئا نابعا من هويتنا المنغلقة والمنفتحة في آن واحد. تحضر الهندسة ويحضر معها المعمار ليصوغا معا رؤية أخرى للعالم الذي نعيش فيه، رؤية فنية تُزهر فيها الحروف والخطوط كحدائق غنّاء... تهتز مع نجا المهداوي الألوان طورا وتتداخل الخطوط طورا آخر في رسوم أو مخطوطات ساحرة تروي الكثير عن تراثنا وعن ثراء الحضارة العربية.

يذكرنا شربل داغر في نصه عن نجا المهداوي أنّ المتصوفة نظروا إلى الحرف لا بوصفه "بناء شكليا" فحسب وإنما بوصفه من أبنية الوجود المتناغمة مع بناء الكون... وفي هذا السياق تدفعنا رسوم وأعمال المهداوي المختلفة رسما ونحتا -والتي تضمن الكتاب عددا منها- إلى الانسجام مع الكون الذي نعيش فيه، إلى مجاراته والى استفزازه حتى تتمكن نواقيس الوجدان من عزف نغمة الوجود.

فلا تتخلفوا عن موعد توقيع كتاب المهداوي إن كنتم في تونس بالمكتبة الوطنية يوم 28 ماي.

شيراز بن مراد